الخميس، 11 يوليو 2013

معركة جيش الأكفان ...



كان القائد الشاب أرسلان عائدا من إحدى معاركه متجها ببقية جيشه إلى عاصمة خراسان

سمع إمبراطور القسطنطينية "رومانوس" بمقدم "أرسلان" وجيشه ..

فجهز جيشا قوامه مائتي ألف مقاتل لحربهم ..

كان القائد "أرسلان" معه خمسة عشر ألف مقاتل قد عادو لتوهم من معركة وكان جيشه منهك من القتال وهم ما بين مصاب وما بين جريح قد أنهكه السير الطويل ، بعد قتال عنيف ...

كيف سيقاتل الواحد منهم أكثر من عشرة من الرومان ... ،

ففكر ونظر أيترك هذا الجيش ليدخل إلى بلاده ويعيث فيها الفساد، أم يجازف بهذا الجيش، خمسة عشر ألف مقابل مائتي ألف.

ولم يطل به التفكير حيث اتخذ قراره الحاسم ، فدخل خيمته وخلع ملابسه وحنط جسده ثم تكفن وخرج إلى الجيش وخطبهم قائلا:

((إنني أقاتل محتسباً صابراً. فإن سلمت فنعمة من الله عز وجل وإن كانت الشهادة فهذا كفني ..، أكملوا معركتكم تحت قيادة ابني "ملك شاه" ))
ألهبت كلماته حماسة جيشه فلبس كل فرد فيهم الكفن وتحنطو وعزمهم على القتال حتى الموت ...

أحسن السلطان ألب أرسلان خطة المعركة، وأوقد الحماسة والحمية في نفوس جنوده، حتى إذا بدأت المعركة أقدموا كالأسود الضواري تفتك بما يقابلها، وهاجموا أعداءهم في جرأة وشجاعة ، يلبسون أكفانهم ويطلبون الموت وعدوهم يطلب الحياة ، وأمعنوا فيهم قتلاً وتجريحًا، وما هي إلا ساعات من نهار حتى تحقق النصر، وانقشع غبار المعركة عن جثث الروم تملأ ساحة القتال.

وقع الإمبراطور البيزنطي أسيرًا في أيدي السلاجقة ، وسيق إلى معسكر السلطان ألب أرسلان الذي قال له: ما عزمت أن تفعل بي إن أسرتني؟ فقال: أفعل القبيح. فقال له السلطان: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني وإما أن تشهر بي في بلاد الشام، والأخرى بعيدة وهي العفو وقبول الأموال . فقال السلطان: ما عزمت على غير هذا.

أطلق السلطان ألب أرسلان سراح الإمبراطور البيزنطي بعد أن تعهد بدفع فدية كبيرة قدرها مليون ونصف دينار، وأن يطلق كل أسير مسلم في أرض الروم، وأن تعقد معاهدة صلح مدتها خمسون عامًا، يلتزم الروم خلالها بدفع الجزية السنوية، وأن يعترف الروم بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلادهم، وأن يتعهدوا بعدم الاعتداء على ممتلكات السلاجقة.

ثم أعاد السلطان غريمه وأسيره الإمبراطور البيزنطي إلى بلاده، وأعطاه قدرًا كبيرًا من المال لينفق منه في سفره، ثم أفرج عن عدد من ضباطه ليقوموا بخدمته، وأمر عددًا من رجاله بصحبته حتى يصل إلى دياره سالمًا.

ولم تكد تصل أخبار الهزيمة إلى القسطنطينية حتى أزال رعاياه "اسمه من سجلات الملك"، وقالوا: إنه سقط من عداد الملوك، وعُيِّن ميخائيل السابع إمبراطورًا؛ فألقى القبض على رومانوس الرابع الإمبراطور السابق وأطيح عن الحكم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبك الموضوع ! فضلاً لاتخرج قبل أن تترك تعليقاً .

مواضيع ذات صلة

Loading...