الأحد، 17 مارس 2013

هل سيسحب (سامسونج إس4) البساط من تحت أبل؟

 (سامسونج إس4)


إن سامسونغ لا تتمتع بميزة الابتكار لكن زيادة سرعة إصدار منتج جديد من 24 شهراً إلى 12 شهراً تعد خطوة مهمة ومسعى ابتكارياً عظيماً؛ فقد تمكنت سامسونغ من الإتيان بـ(أس4) في الوقت الذي لا تملك فيه أبل سوى القليل من التحديثات.



يعد الأسبوع الحالي أهم أسبوع في عالم الهواتف المحمولة منذ قدوم الآيفون، إذ ستعمل سامسونغ على اعتراض سبيل أبل من جديد. لكن ميزتها الرئيسة هذه المرة هي (الابتكار الكاسح-Disruptive innovation) عن طريق التفوق على أبل، بتسريع وتيرة التحسينات التي تدخلها على هواتفها. ومن الواضح أن هذا الأمر سينعكس سلبا على أسعار أسهم شركة أبل مستقبلا، في حال حقق (غالاكسي أس4) النجاح المنشود،
علما بأن سامسونغ تصر على التفاؤل الشديد تجاه هذه المسألة.


إن "الابتكار الكاسح" يحمل معنى محددا، ويتلخص في أن شركة ما تعتمد ببساطة على ابتكاراتها الخاصة، في حين تأتي منافساتها الصغرى وتقدم بديلا مبتكرا يكتسح سابقاته. كما تتضمن فكرة "الابتكار الكاسح" أن تلك المنافسات من الشركات المبتدئة، قادرة على تغيير النظام المتبع في تحديد القيمة.


لقد شهدنا فيما مضى نوعا مختلفا من الابتكار في مجال الهواتف الذكية، إذ استطاعت أبل، وهي شركة عريقة وليست مبتدئة، اكتساح نوكيا في هذا المجال. لكن وضع (أس4) مختلف تماما، فهو هاتف أشبه بالآيفون، لكنه تفوق عليه بدرجة كبيرة، بل بسرعة أيضا. هذه هي الطبيعة الجديدة للابتكار، أو أحد جوانبه المهمة على الأقل. يقول ريني ريتشي في إحدى مقالاته حول الاستراتيجية التي تتبعها أبل في إصدار منتجاتها، بأنها تحرص على طرح جهاز ذي تحديثات حقيقية مرة كل عامين، وفي أثناء هذه المدة، تدخل بعض التعديلات على الأجهزة. من جهة أخرى، قامت سامسونغ وغيرها من صانعي الهواتف الذكية باعتراض تلك الاستراتيجية من خلال إطلاق هواتف جديدة وتحديثات مهمة في جميع الأوقات والأحوال، ونجحت بذلك في خطف الأضواء من أبل بوصفها شركة ابتكارية، كما قلصت أيضا من أهمية البرمجيات التي تستحدثها أبل.

لكن سامسونخ قامت بشيء أكثر أهمية، فقد كشفت عن (أس4) قبل أقل من عام على إطلاق (أس3)، والذي كان في شهر/مايو عام 2012. وخضع (أس3) لعملية تطوير على مدى 18 شهرا، بينما كانت الفترة الفاصلة بين إنتاجهما أقل من عام. وهذا يعني أن سامسونغ لا تضع أبل تحت الضغط من ناحية مدة إطلاق (أس3) فحسب، بل على امتداد السنوات التي تعقب الإطلاق أيضا. كما أن سامسونغ أعلنت أيضا عن (نوت 3- the Note 3)، وهذه نقلات سريعة بحق.

لقد شهد سعر سهم أبل ضغوطا مؤخرا بسبب الشائعات المتعلقة بسلسلة التزويد، قبل أن يعاود الارتفاع لاحقا. غير أن السهم تعرض من جديد للضغط منذ فترة، فقد انخفضت قيمته بنسبة 1.4%.

لكن ينبغي أولا إلقاء نظرة معمقة، ومعرفة مدى التسارع الذي تشهده عملية التطور في عالم الـ أندرويد. إذ إن سامسونغ والمنافسين مثل: (اتش تي سي- HTC)، عملت على تخفيض مدة تطوير المنتجات إلى 12 شهرا، بينما لا تبدو أبل مستعدة لمثل هذا الأمر. ولعل البعض يقول: إن سامسونغ لا تتمتع بميزة الابتكار لكن زيادة سرعة إصدار منتج جديد من 24 شهرا إلى 12 شهرا تعد خطوة مهمة ومسعى ابتكاريا عظيما؛ فقد تمكنت سامسونغ من الإتيان بـ(أس4) في الوقت الذي لا تملك فيه أبل سوى القليل من التحديثات. في غضون ذلك، تعمل شركات أخرى مثل (اتش تي سي) على دفع سامسونغ، في خضم سباق هواتف الـ أندرويد، نحو مواصلة تحسين المواصفات. وهذا يصل بنا إلى الحديث عن هاتف (أس4) المزمع إطلاقه اليوم. فما حجم التأثير الذي سيحدثه هذا الجهاز على شركة أبل؟

ترغب سامسونغ في تقديم ميزتين برمجيتين لتثبت للنقاد أنها تستطيع منافسة أبل في البرامج والخدمات معا. وتفيد الشائعات بأن هاتين الميزتين ستوفران القدرة على تحريك الصفحات بوساطة العين والمراقبة الصحية، لكني أشك في أن سامسونغ تمتلك المنظومة المناسبة أو الشراكات القوية لتحقيق الميزة الثانية. وهكذا نجد أن أهمية هاتف (أس4) تكمن في المواصفات والميزة الرائعة لتحريك المحتوى بوساطة العين.

ومن المنطقي أن يشعر المحللون بالغرابة تجاه ما تفعله سامسونغ بخروجها من محيط المكونات المادية للأجهزة، ومحاولة البرهنة على أنها تستطيع إيجاد أنموذج جديد من الهواتف الذكية. لكن النجاح سيكون حليف سامسونغ بالتأكيد؛ لأننا نعلم جميعا بأن (أس4) هاتف جيد وهذا هو الشيء المهم في الواقع. إن سامسونغ تعمل على تسريع وتيرة الابتكار في صنع المنتجات، وعلى الرغم مما تتمتع به أبل من قواعد صلبة ومنصات رائعة، فإن المنافسين يجتهدون في الإتيان بشيء خاص ومميز. ينبغي على أبل الرد على ذلك، عن طريق زيادة التمويل المخصص لمهندسي التصميم وتكوين محفظة ابتكارية أقوى. وهذا ما سيضطر القائمون على الشركة إلى فعله إذا تعرضت أسعار أسهم أبل إلى الهبوط مستقبلا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبك الموضوع ! فضلاً لاتخرج قبل أن تترك تعليقاً .

مواضيع ذات صلة

Loading...