الجمعة، 22 مارس 2013

مشروع المقهى السينمائي

مشروع المقهى السينمائي


شاب سعودي ابتدع علامته السعودية في إعداد القهوة العربية، وفي الوقت نفسه اجتهد كي يكون مشروعه فريداً من نوعه، بإدخال طابع جديد ملفت يجذب الشباب العربي، لا سيما في صناعة تحتاج إلى التجديد والابتكار.






إذا أردت أن تتابع فريقك المفضل في أجواء حماسية وشبابية في السعودية، فعليك أن تسأل عن مقهى "عنوان القهوة" في العاصمة الرياض(حي المنار). وبالرغم من صغر مساحته التي لا تبلغ أكثر من 200 متر مربع، إلا أن إبراهيم الغفيض

أحسن استغلالها بطريقة تلفت الانتباه، ليجعل من مقهاه مقصدا ومعلما بارزا من خلال إضفاء لمسة ترفيهية هي الأولى من نوعها في السعودية، إذ خصص جزءا من المقهى على شكل مدرج سينمائي يحوي شاشة عرض كبيرة، لعرض أهم المباريات المحلية والعالمية. وبعد مرور عام ونصف على افتتاح المقهى يرى إبراهيم الغفيص أن فكرته لاقت نجاحا وتميزا سريعا وحضورا واسعا بين أوساط الشباب السعودي.أما عن دافعه للقيام بمشروعه، فيقول:"إن عدم وجود وسائل ترفيه للشباب في السعودية أمر واضح، ولهذا يقضون معظم أوقاتهم في الصحراء أو في الاستراحات، مما كان حافزا قويا لرسم هذه الفكرة في مخيلتي"، ويؤكد أن هناك طلبا عاليا على مشاهدة المباريات، حيث لا يوجد مكان آخر يهيئ للشباب من مختلف الأعمار ومن كل الفئات، أجواء آمنة وممتعة وفي الوقت نفسه يلبي طلباتهم الترفيهية.


المقهى السينمائي الذي اخترعه الغفيص بلغت كلفته 200 ألف دولار تقريبا، ويحوي على 90 مقعدا، ويمكنك فيه الحصول على مقعدك الخاص مقابل رسم يتراوح من 3 إلى 6 دولارات للتذكرة الواحدة. وقد تختلف الأسعار وفقا لجدول الحجوزات المتعلقة بالمباريات، والتي غالبا ما تتجاوز 80% ، وتصل إلى إشغال تام في أيام الذروة.


ولم يكتف الغفيص بشؤون الرياضة، بل ذهب إلى مستويات أبعد من ذلك؛ إذ يدرك أنها تهم الشباب السعودي، يقول: "إن المدرج ليس لمشاهدة الرياضة فقط، بل أصبح ملتقى لكثير من النشاطات الثقافية والفكرية، وغالبا ما يستخدم لعقد المحاضرات التعليمية".

ويعد يوم الخميس مهم على نحو خاص لرواد المقهى، ففيه يطلق برنامجا أسبوعيا ثابتا باسم: "لقاء الخميس"، والذي يزخر بمحاضرات ثقافية مميزة يحضرها عدد من المثقفين الذين يشاركون فيها الحاضرين قصص نجاح الشباب في المملكة. ومن الشخصيات التي تسهم في إثراء مثل هذا اللقاء الدكتور فهد السنيدي-الإعلامي في قناة المجد، والدكتور خالد الراجحي- الخبير الاقتصادي في عالم المال والأعمال، بالإضافة إلى المعلق الرياضي فارس عوض الذي أشاد بفكرة المقهى بقوله: "ليس هناك سوى عنوان واحد للتميز" قاصدا بذلك المقهى وفعالياته. كما يستقبل المقهى كل أسبوع شخصية جديدة للتحاور معها حول أحد المواضيع التي تهم الشارع السعودي.

مشروع المقهى السينمائيإن تدفق الزوار المستمر إلى المقهى، والأثر الجميل الذي ينطبع لديهم، جعل إبراهيم يفكر بخطوة جديدة نحو التوسع؛ فهو سيفتتح قريبا فرعا جديدا بمساحة أكبر في أحد أحياء الرياض المعروفة- حي الربيع، معتمدا على إبراز الطراز الشعبي بطريقة حديثة ومتطورة، ويقدر تكلفة مثل هذا التوسع بحدود 350 ألف دولار. ولا يقف طموح هذا الشاب في حدود دولته بل يتعداه إلى خارجها؛ إذ يخبرنا عن محطة انطلاقته التالية، مشيرا إلى إمارة دبي بوصفها هدفا لفرع ثالث، ويقول:" "إن الإمارات أول البلدان التي سأنطلق فيها بعد السعودية، ويمكن أن يكون نجاحي في إمارة دبي أكبر منه في السعودية، لعدد السياح الكبير الذي يتوافد إلى الإمارة".ويذكر أن عدد السياح الذين زاروا دبي، قد تجاوز 10 ملايين سائح في عام 2012.


وعن جرأة هذه الفكرة في مجتمع ما يزال حتى الآن يمنع إقامة دور عرض للأفلام السينمائية، يؤكد الغفيص: "تخوفنا في البداية من تحفظ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على فكرة المدرج الرياضي وأنهم لن يتقبلوا ذلك، ولكن جهودنا لاقت ترحيبا من طرفهم آخر الأمر".


ففي أحداث أمم أوروبا لكرة القدم، تقاطعت بعض أوقات المباريات مع الصلاة، ولتجنب تفويت متعة المشاهدة تم تزويد السينما بنظام تسجيل يتمكن الشباب من خلاله بأداء واجباتهم الدينية ثم الرجوع لمتابعة المباراة مرة أخرى، فما كان من الهيئة إلا انهم رحبوا بالفكرة وبالمدرج الرياضي.

المقهى الذي يقدم مجموعة من المأكولات والحلويات الشعبية، ما كان لينجح لولا الدعم الذي تلقاه هذا الشاب من أخويه نايف وصالح الغفيص، حسب قول أخيهم الصغير إبراهيم، الذي يذكر أنه كان في بداية الأمر يعمللفترة لمدة 10 ساعات يوميا، على مدار الشهور الثلاثة الأولى من عمر المشروع نادلا في المقهى، إذ كان يشرف بنفسه على تلبية طلبات الزبائن واحتياجاتهم، وذلك لقناعته التامة بأن رب العمل أو صاحب المشروع يجب أن يكون على اطلاع بالتفاصيل كافة، وعلى معرفة واضحة بما يحتاجه الزبون. كما يذكر أنه كان دائم السؤال عن آراء زواره ومدى رضاهم واقتراحاتهم لتحسين خدمات المقهى.


يرى السعودي إبراهيم الغفيض وهو الآن بين حيي: المنار والربيع، أن الرؤيا التي تهمه اليوم وتشغل باله بأن يبني علامة سعودية خاصة تنافس بشكل غير تقليدي أهم العلامات في هذا المجال، مثل: "ستاربكس" و "دانكن دونات" و "كوستا كوفي"، وفيما يرى أن ذلك أمرا صعبا، إلا أنه يؤمن بإمكان تحقيقه.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبك الموضوع ! فضلاً لاتخرج قبل أن تترك تعليقاً .

مواضيع ذات صلة

Loading...